April 28, 2009

انتمـــــاء



العلاقات المثلية.. لا أدري في أي خانة سأضعها و تحت أي مسمى سأصنفها، إن معظمها علاقات غير مستقرة ، فهي تنشأ في الظل و تموت في الظل أيضا.. بعضها ينتهي بسبب ظروف قاهرة كالبعد و بعضها نحكم عليه بالانتهاء لأننا لا نحس بمسؤولية اتجاه ذلك الآخر.. نقع في فخ المزايدة على مشاعرنا، فالمهم بالنسبة لنا هو الإنسان الذي سيثير انتباهنا و إعجابنا و نبدأ معه فصول جنوننا و حين تضحي تلك العاطفة روتينية نغض الطرف و نبدأ في اختلاق الأعذار الواهية و حين نبعد – و هذا هو الأبشع – لا نجد من يصدنا.. نرحل فقط بدون مبررات أو سابق إنذار أو أي اعتبار لمشاعر الطرف الآخر، فنحن لا نعطي لأنفسنا فرصة لنحصي مقدار الضرر الذي نتسبب فيه..لأنه لا أحد سيحاسبنا أو يعاقبنا.
تعجبني فكرة الزواج في حد ذاتها كفكرة.. لأنها علاقة اجتماعية تضمن لكلى الطرفين حقه ليس ماديا فحسب بل تجبر الضرر المعنوي و تجعل الشخص يفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة.. إنها علاقة تشعرك بالانتماء و أنك مسئول من ذلك الشخص بالمثل كما هو مسئول منك..مسئول أمام الله و أمام نفسك و أمام المجتمع.. في الزواج تظل المودة و الرحمة بين الشريكين قائمة حتى و إن تعرض العشق لرياح الفتور في بعض الأحيان.. فمهما حصل تعلم جيدا أن هناك شخص لا تجمعك به علاقة حب و جنس فقط بل هناك احترام و تقدير و رعاية متبادلة.
مشكلة العلاقات المثلية تكمن في أنها علاقات سرية.. محكوم عليها أن تظل وراء الستار مادامت مجتمعاتنا و أهالينا و أصدقاءنا يتهربون من تقبلها و الاعتراف بها.. و محكوم علينا أن نحس بجميع أنواع التوتر و القلق التي تصيبنا بمجرد أن نحس بخطر فقدان من نحب أو أن هناك شخص آخر يتربص بعلاقتنا و يراهن على انهيارها.
فليس لدينا شخص نحتكم إليه و لا عدالة تنصفنا من أنفسنا و ممن هم معنا.. فالكل يتصرف على هواه

و دائـــــــما....شيء من الهذيان..

آه يا حبيبتي
كم أتمنى أن أعلن حبي لك أمامهم
أن أفضحه
أن أعريه
أن أصرخ كالمجانين
و أقول نعم أنت من أريد

أن أمسك بيدك أمام أمي
أمام أهلي و أصدقائي
أمام كل من يحبني و كل من يكرهني
و أقول إنها الوحيدة التي أرغب في تمضية حياتي برفقتها

أن يعرفك كل من في الحي
و أطفال الجيران
و تعرفك الطرقات
و إشارات المرور

كم أتمنى يا حبيبتي
أن أجثو على ركبتي أمام أمك
لتبارك ارتباطنا
أقبل يديها
إجلالا
و أشكرها لأنها منحتني أرق ملاك
منحتني قلبا يؤمن بي
و يحتوي كل حالاتي
منحتني امرأة كالوطن
لا غربة بعدها أبدا

كم أتمنى يا حبيبتي
أن يقف العالم في وجهك حين تنوين الرحيل
أن تمنعك حقيبة ملابسك
و أرصفة الطرقات
و حشائش العشب
و رائحة عطري العالقة بثيابك

أن تمنعك رعشة يدي حين تمسكين بها
أن تمنعك لحظات فرحنا معا
و بكائنا معا
و اشتعالنا و احتراقنا
و انطفائنا معا
لأن ما بيننا يا أكبر من الكلمات
ليس مجرد علاقة حب عابرة
بل هي علاقة انتمــــــــاء


April 19, 2009

رسالة ود




شيء ما يدفعني للخروج من فلكي و الكف عن الدوران حول نفسي للحظة.. شيء ما يدفع نفسي للسفر بعيدا عن مركز كونها و لمس دواخل أناس لا أعرفهم و لا يعرفونني و لا أدري شيئا عن حدودهم الجغرافية و لا عن أسماءهم و أشكالهم و عاداتهم.. أناس ربما ستصلهم كلماتي هته و ربما قد لا تصلهم أبدا

شيء ما دفعني لأفكر أن في هذه الأثناء هناك فتيات قد بدأن للتو مرحلة الصراع مع الذات و اكتشافها و بدأت أشياء كثيرة و مشاعر غريبة تطفو على سطح حياتهن.. إليهن أبعث هذه الرسالة


صديقتي التي لا أعرفها


أعرف أنك تحسين بأحاسيس لا تفقهين كننها و لا من أين جاءت.. أنت لا تدرين لماذا تحسين بشيء من المفروض – في منطقك الحالي – ألا يكون اتجاه شخصا من نفس جنسك

فأنت تتساءلين دائما لماذا أنت من دون الناس هكذا؟ و ما السبب الذي يدفعك للإحساس بالراحة و الحب و الأمان و المتعة مع فتاة مثلك فقط

أعلم أنك ستمرين بلحظات صعبة جدا.. و بمواقف محرجة مع الأقرباء و الأصدقاء و أنك ستكونين في صفهم رغما عنك لتستقصي تلك الأنا داخلك


صغيرتي التي لا أعرفها


سيأتي يوم و تحاولين فيه تغيير نفسك و السقوط في متاهات مؤلمة فقط حتى تثبتين لنفسك أنك لست أنت

و ربما ستعيشين حياتك كما تشائين مع من تحبين لكن دائما في أعماقك أنياب أسئلة ملحة تخدشك كلما حاولت الإجابة عنها، فتفضلين تجاهلها و تظلين دائما عاجزة عن اتخاذ قرارات حاسمة في حياتك العاطفية.. و تخدعين بذلك نفسك و تخذلين من معك

سيأتي يوم تتمنين فيه الصراخ بأعلى صوتك و تقولين " أنا مختلفة" لكن ستمنعك أشياء و أشياء و تنزوين إلى نفسك محبطة و حزينة


رفيقتي التي لا أعرفها


أعرف أن رسالتي هته لن تنتشلك من بعض معاناتك.. و لن توقف سير الأمور بالطريقة التي ستسير عليها

لن أقول لك ابدئي في الصراخ و العويل على حظك العثر الذي جعلك تعيشين في مجتمعات منغلقة و غير متفهمة

لن أحس بالشفقة من أجلك و لا من أجل الأوقات الحرجة التي تمرين بها الآن لأنني أعرف أنك أكبر من أن أحس بالشفقة عليك

لكنني أتمنى ألا تتبرمين من هذه المتاعب الصغيرة في حياتك لأنك في يوم ما ستتذكرينها و تبتسمين قائلة " شكرا لكل تلك المعاناة التي جعلتني أكبر"

هذه المتاعب التي تعتقدين أنها ضدك ستكون سببا في تكوين هويتك العاطفية بشكل قوي جدا.. و مع كل مشكلة تتجاوزينها ستجعلك أقوى و أقدر على تحديد مواقفك و خياراتك في الحياة

لا تتجاهلي الصوت النابع من داخلك، استمعي له و كوني صديقة نفسك لأنها الشخص الوحيد الذي سيرافقك طوال حياتك.. لا تعذبيها أكثر مما يجب باللوم و العتاب، امنحيها فرصة لتكونك، لتعيشك، لتشعرك بالأمان و الرضا


أخاف عليك أيتها الرقيقة التي لا أعرفها


فأحيانا لا نطعن ممن هم ضدنا فقط بل نطعن من أناس مثلنا.. لهذا لا تحمي ظهرك بأي شخص كان

افتحي صفحة جديدة مع دواخلك و مع ربك لأنه الرحيم...رحمته سبقت غضبه

عندما تحبينها.. و تبادلك نفس الحب.. لا تدعي مخاوفك و هواجسك تدمر ذلك الحب الجميل.. ثقي بنفسك و انطلقي للأمام و كوني أنت فقط

لن أتمنى لك حظا موفقا فأنت من ستصنع هذا الحظ


الإمضاء:

أنـــا



April 14, 2009

لحظة سراب -2


بداخلي شرخ

.....

في ظلام الصمت

يتضخم

و يصبح باتساع الكون....

رن الهاتف باعثا في وقار المكان

ضجة غير عادية

تحرك تثاقلي نحوه

و أحسست بمطر دافئ يسري

في أعماقي

يغمرني

يغرقني في عوالم بدأت للتو أتذكرها

منذ أمد لم أزر تلك العوالم

التي تمنحك شعورا عابثا كالأطفال

حملته بيدي و أمسكته بقوة

كحبل النجاة

لكنه انقطع و سقطت...

سقطت...

سقطت.....

في قعر اللاشيء

( كان المتصل شركة إعلانات و ليس ....)

أحسست بشيء يجرني إلى الوراء

يدفعني إلى إطلاق سراح الموسيقى الصاخبة

من فوهة المذياع الكبيرة

استغرق جسدي في ممارسة جنونه

أرقص...

و أرقص...

خارج قوانين الرقص

خارج قوانيني..

خارج قوانينها...

أدوس تعاستي بعجلات العبث الكبيرة

و أضيع ضياعي في متاهة اللامبالاة


April 10, 2009

لحظة سراب - 1




تحشرني زاوية في فضائها الضيق

شبح اللون الرمادي يزيد مساحات المكان كآبة

يغمر جسدي ضوء خافت

يبعثه إلي من شق النافذة المغلقة

عالم لا أرغب في تذكر ملامحه الموهمة

أتحسس صدري الغير قادر على الانتفاض من احتضاره

فتهاجمني غصة بطعم البكاء

ذلك الحزن العميق المتلاشي داخلي

يتحول إلى رذاذ قاسي البرودة

و ينتشر كالقشعريرة عبر أعصابي المنهكة

أذني لا تلتقط سوى دقات حادة الصوت

بين دقة و أخرى....

سجن لحظة

فراغ قاتل

صمت مفزع

أحس أن عقارب الساعة تراقبني..

من بعيد..

تحصي أنفاسي المتباطئة

تجلدني بنظراتها الجامدة

كل شيء حولي هياكل باهتة

تحاصرني...

فأهرب ببصري نحو الهاتف

أرقبه بنظرة يائسة...

كقطرة ندى معلقة على حافة ورقة

تظل متشبثة بخيوط الأمل

رغم وثوقها من السقوط

أنتظر رنة تكسر حاجز الصمت

و تنقذني من الغرق داخلي

...................


April 6, 2009

يا أجمل من الكلمات

اعتقدت لوهلة أنني في حاجة للكتابة إليك/عنك... لكنني اكتشفت
أنك أنت من كنت بحاجة إليه
يا أجمل من الكلمات





أكتب إليك

فتستيقظ كل الصباحات في دمي

و تذوب من حنينها لك حروفي

في لحظة شغف ثائرة

و تكتسي أحلامي الصغيرة من أجلك

لونا جديدا

و عطرا جديدا

و وجودا جديدا


أكتب إليك

يا كل حالاتي

فيستهوي القلم جنوني بك

و أستغرق في طقوس الهذيان على ورق برائحة الورد

لأمنح مساحاته البيضاء،

و سطوره الصماء

نبض قلب

و شهقة حياة

و زخما من مشاعر دافئة


أكتب عنك

أيتها الرغبة المتجددة في أعماقي

فتنزف ذاكرتي المتضخمة بك

لحظات ألغيت فيها الحدود المرسومة بيننا

و تفجرت فيها أنوثتك على جسد خيالي

و قرأت فيها تفاصيلي بأناملك

و رقصت فوق مسامات روحي

و مارست فيها هوسك بصمت و سرية


أكتب إليك

يا فصولي الأربعة

فيهاجر طيفي جسده

ليطير إليك لهفة

و يتأرجح فوق تدرجات الضوء

السابح فوق راحتيك


أكتب إليك يا وجعي على مر السنين

أكتبني إليك

يا أكبر من هذه الكلمات

التي حـــين حملتها إليك لتقرئينني

وجدت أنك لا تجيدين قراءة اللغة العربية!!!