January 21, 2011

احتراق الزهور - الجزء الثاني


و فجأة رأيت ظلا خافتا من بعيد يقترب مسرعا ، نعم ! هي .. حبيبتي ، ابتسمت ابتسامة مشرقة ذهب معها كل الهم الذي سادني قبل لحظات ، صحت قائلة : هيا أسرعي .. هيا .. أمسكي يدي

سحبتها إلي ، و أمسكتها بقوة و كأنني أحميها من العالم و لم أشعر حتى وجدتني أقبل شفتيها متجاهلة كل الناس التي كانت تقف بالمحطة مندهشة من المشهد . لم أهتم ، لأنني ذاهبة و لن أرجع و لن أسمح لأي كان أن يحرمني منها
وصلنا للمدينة الجديدة بعد ما مرت الساعات – و نحن معا – كأنها ثواني ، عرفت حينها أنها سافرت بموافقة أهلها بعدما أقنعتهم أنها ستكمل دراستها بالمدينة التي نتوجه إليها ... وجدت صديقتي تنتظرني فعلا كما وعدت و عرفتها على حبيبتي ، و همست في أذني : أحسنتي الاختيار أيتها الشريرة ، و انفجرنا بالضحك جميعا
استضافتنا في منزلها بكل حفاوة ، و بينما نحن على طاولت الشاي سألت صديقتي : ماذا سنفعل الآن ؟ أنا لا أملك أي عمل ، كما أنني لم انهي دراستي بعد و أين سنسكن ؟
ردت صديقتي : هوني عليك ، ستحل بإذن الله ، انت متعلمة و ذكية و ستجدين عملا و تكملين دراستك أيضا ، اعتمدي علي
قلت : لا أعرف كيف سأشكرك عزيزتي
و فعلا حصلت على عمل ، بعد 48 ساعة من البحث ، كمحاسبة في مخزن كبير لقطع غيار السيارات و استأجرت شقة صغيرة ، شقة الأحلام التي سأسكنها أنا و حبيبتي . بعدها أرسلت لأهلي رسالة و قلت لهم أنني بخير و في أمان و رجوتهم ألا يبحثوا عني لأنني اخترت نفسي و اخترت طريقة العيش التي تريحني
عشت مع حبيبتي أحلى و أجمل علاقة و لا في الأحلام ، مرت الأيام كالساعات و نحن نقضيها في العمل والكفاح و الدراسة من أجل تحقيق أحلامنا و الحب و الغراميات و المشاجرات التافهة التي تكسر الروتين والتسكع تحت المطر و كل التفاصيل الجميلة التي تضفي على العلاقة طابعها الخاص . علاقة رائعة لا يمكن تخيلها بل تعاش بكل معانيها
قضينا ثلاث سنوات معا كلها سعادة و محبة إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي انقلب فيه كل شيء رأسا على عقب ، فتصرفات حبيبتي لم تعد طبيعية كما في السابق . أصبحت تتحاشاني و تتجنب الخوض في أي كلام معي و لم تعد هي الانسانة التي عرفتها من قبل و لا أدري لماذا
قررت أن أسألها قبل أن تقتلني شياطين الشك ، كانت تهرول مسرعة للخارج و ناديتها : أرجوك انتظري لحظة
قالت : ماذا تريدين
قلت : أريد أن أتحدث اليك ، أليس من حقي
قالت : أنا مستعجلة .. لنتحدث في وقت لاحق فلدي عمل الآن
قلت : فليذهب العمل إلى الجحيم ، ماذا دهاك ، لماذا تغيرت بهذا الشكل ؟ ماذا يجري أخبريني
قالت و هي تفتح باب الشقة لتخرج : لا شيء
أمسكت بيدها و أدرتها نحوي : هناك أشياء و أشياء ، ماذا ؟؟ منذ أتاك ذلك الاتصال المجهول و انت تتصرفين بغرابة
قالت و هي تتحاشى النظر إلي : قلت لك لا شيء
قلت : أنظري إلي و أخبريني بصدق أنه لا يوجد أي شيء و أنني أتوهم
أصيبت بانهيار عصبي و أخذت في البكاء ، أحطتها بدراعي لأهدئ من روعها ، و بدأت تنطق بكلمات لم أفهم معضمها : أمي ... هي الت .. لا أريد ... لا أستطيع أن أتحمل ذلك
قلت : حاولي أن تهدئي ، أرجوك .. أمك ماذا ؟ ماذا حصل لها
قالت : أمي هي من اتصلت بي في الهاتف و طلبت مني أن أعود للمنزل بأسرع ما يمكن
قلت : و لماذا ستعودين
قالت : تريدني أن .. أن أتزوج بابن خالتي أيمن
قلت : ماذا قلت ؟؟ تتزوجين بأيمن
قالت : قالت لي أمي أنني ان لم أتزوج به فإنها لن ترضى عني حتى تموت
وقفت و لم أصدق ما سمعته لتوي ، غير معقول ! لا ، لن يحصل هذا ، دنوت إليها و أمسكتها : قولي لي أنك لن تتزوجي به ، أرجوك .. قولي لي أنك سترفضينه ، لا يمكن لأي شخص أن يرغمك على الزواج ، كلميني لماذا انت صامتة
قالت : انت تعرفين أن رضى أمي أكثر شيء في الدنيا يعنيني
قلت : و ماذا عني ؟ هل ستتركينني بهذه السهولة !! من سيتزوج ، ها !! أنت أم امك ؟ الزواج ليس بالقوة .. ماذا عنا ! عن أحلامنا و حبنا ... قولي أي شيء
قالت : آسفة ، أنا أتعذب أكثر منك ، لكن الأمر خارج عن سيطرتي الآن
قلت : إذا انت تحبينه
قالت : لا و الله ، أقسم أنني أحبك أنت و لكن علي أن أطيع أمي
قلت و الدموع تنهمر من عيني : لا أصدق ما تقولينه ، أنا أحبك و لا أستطيع أن أعيش من دونك ، لا أستطيع أن أتخيلك مع انسان آخر غيري
قالت و هي تدفعني بعيدا عنها : أرجوك كفى ! انتهى الأمر . يجب أن أواجه مصيري
..........
يتبع

January 16, 2011

احتراق الزهور - الجزء الأول


تحت شجرة كبيرة وارفة الظلال ، كنا جالستين معا ، وضعت رأسي على كتفها لوهلة و أغمضت عيني لكي أستمع لحفيف الشجر و أدع ذاك النسيم العليل الذي تعبق منه رائحة العشب الأخضر يتسلل ببطئ ليلامس مسامي... أحسست برعشة صغيرة بسبب الهواء البارد الذي تسرب داخلي على حين غرة ففتحت عيني و كأني اكتشفت شيئا غير متوقع، التفت إليها و قلت بدون أي مقدمات : أحبك
ضحكت و قالت : أعرف ذلك أيتها المغفلة
قلت : لا !! ليس حب صداقة ، بل أكثر من ذلك بكثير
قالت : ماذا تقصدين؟؟
وضعت يدي على رأسي كمن يحاول الهرب من شيء و عيني لا تقوى على التحديق مباشرة في عينيها
قالت : 
هل تقصدين أنك ... أنك
 
تنفست الصعداء و عضضت على شفتي للحظة ثم قلت 
: نعم .. أنا مثلية و أحبك ، لا أعرف لماذا ؟ كل ما أعرفه هو أنني أحبك حد الجنون
قالت و الدهشة تعلو قسمات وجهها : هل جننتي ؟؟ عن أي حب تتكلمين .. هذا مجرد هراء
قلت : أنا آسفة ، لكنني أحبك كما لم أحب أحدا من قبلك ، لا أستطيع .. لا أستطيع أن أمنع نفسي ، فكل شيء خارج عن سيطرتي . أنا آسفة جدا
ساد صمت مخيف بيننا و لم تنطق بأي كلمة، تمنيت حينها أن أختفي من أمامها بأي وسيلة.. حاولت كسر حاجز الصمت بيننا و ساعتها لم أكن أعرف من أين لي تلك الجرأة لأقول : 
 يراودني إحساس قوي بأنك تبادلينني نفس الشعور ، أليس كذلك ... أرجوك أنت تقتلينني بصمتك ، تكلمي أرجوك
قالت : لا أدري
نهضت مسرعة و أمسكت بيديها و قلت : يجب أن أذهب الآن ، أتدرين ! أريدك بشدة .. أريد أن تكوني حبيبتي
لا .. لا تقولي أي شيء الآن ، فقط فكري جيدا .. اتفقنا ؟ إلى اللقاء
..............
فتحت باب المنزل ، و إذا بي أجده ممتلأ بالناس : أبي و أمي و العائلة و صديقات أمي و الجيران
أحسست أن هناك شيء ما يدعو للإرتياب ، كل النظرات كانت موجهة نحوي و لم أدري من أين أتتني تلك الصفعة الجافة على وجهي ، أدرت وجهي لأجد أبي في أوج غضبه : يا بنت .. ألا تستحي من نفسك
قلت : لماذا .. ماذا فعلت لأقابل هكذا
قالت أمي : ألا تعرفين .. ؟ هذه هي آخر تربيتي لك . تنكرين الجميل بهذه الطريقة
قال أبي : انطقي يا بنت و إلا أوسعتك ضربا .. هل صحيح ما سمعناه عنك .. !! هل أنت مثلية
نظرت إليه و ذهبت بنظري لأتفحص كل تلك الوجوه المتجهمة التي تنتظر كلمة واحدة مني لكي تنهال علي بالضرب
قلت : أنا .. ؟؟ من قال هذا الكلام .. أنا لست مثلية صدقوني هذا مجرد كلام فارغ . و ذهبت مسرعة إلى غرفتي لأتحاشى مواجهتهم ، و في تلك الأثناء رن هاتفي ، كانت على الخط صديقة قديمة تسكن بمدينة أخرى
قالت : مابك ترتجفين هكذا .. ماذا حدث لك
قلت و أنا أبكي : لا أعرف من قال لأهلي أنني مثلية و حتى سكان الحي علموا بذلك
قالت : ماذا قلت !! .. يالها من كارثة ، إياك أن تعترفي و إلا لن تعرفي ما سيحدث لك على يد أولائك الناس التي ترانا مجرد عاهرات
قلت : هل جننتي .. لن أعترف لهم أنني مثلية ، سيقتلونني لا محاله
سمعت دقات قوية على باب غرفتي : افتحي أيتها الملعونة لقد سمعنا كل شيء ، افتحي و إلا كسرنا الباب
يا ويلي لقد كانوا يسترقون السمع .. يا إلهي ماذا سأفعل الآن ؟؟ ماذا سأ... نعم النافذة . التفت حولي بسرعة و يداي ترتجفان حملت بعض النقود من درج المكتب و قفزت من نافذة غرفتي فهي المهرب الوحيد الذي أنقدني من الجحيم الذي كان ينتظرني وجدتني أجري بدون هوادة ، لم أعد أحس بأرجلي .. كنت أجري ، أجري فقط ، إلى أين ؟؟ لا أدري
توقفت عند هاتف عمومي و اتصلت فورا بصديقتي التي اتصلت بي من قبل
ألوا .. أنا .. و انفجرت بالبكاء
قالت : أرجوكي تمالكي نفسك .. ماذا حدث
قلت و بالكاد أنطق بالكلمات : لقد انتهى كل شيء ، لا أعرف .. أنا تائهة
قالت : لا تخافي هوني عليك و لماذا يوجد الأصدقاء
قلت : أنا خائفة .. لا أظنني سأعود للبيت .. لا أعرف ماذا سأفعل
قالت : قلت لك لا تخافي ، اسمعيني جيدا .. استقلي أي قطار ، سأكون بانتظارك في المحطة
قلت : هل أنت جادة ؟
قالت : سأنتظرك ، إياك ألا تفعلي .. على الأقل سيكون ذلك مؤقتا حتى تهدأ تلك الزوبعة
قلت : حسن
أقفلت الخط و أعدت الإتصال لكن هذه المرة اتصلت بالفتاة التي سلبت عقلي و قلبي ، حكيت لها عن كل ما حصل لي : أريدك أن تسافري معي
قالت : ماذا ؟ هل فقدت صوابك ، لا أستطيع طبعا
قلت : هل تعرفين أنني أحبك .. ألا تفهمين أنني لا أستطيع أن أعيش بدونك .. يا ربي، كيف سأشرح لك
قالت : كفاك أنانية ، ألا تفكرين سوى بنفسك .. هل أنت الوحيدة التي تعرفين الحب ، أنا أحبك أيضا ، أحبك أيتها المجنونة لكن ما تطلبينه مني مستحيل
قلت : مستحيل ها ؟ و ماهو الذي ليس مستحيلا في رأيك !! أن أبقى هنا و أدعهم يصلبونني على باب المدينة ؟ أن أصبح مسخرة و على كل لسان ؟ لا أستطيع إلا أن أكون أنا .. حسم الأمر الآن و لم يعد هناك وقت للتراجع
قالت : انت قاسية
قلت : قولي ما تشائين .. اسمعيني جيدا ، سأكون في محطة القطارات بعد ساعة من الآن ، ان كنت تحبينني فعلا فأنت تعرفين كيف تبرهنين على ذلك ، و ان كنت لا تحبينني .... الوداع
أقفلت الخط و أنا أتجرع آلام الندم على ما قلته ، لكنني كنت مرغمة على ذلك
بدأت أجر قدماي نحو الطريق المؤدية إلى المحطة و أنا منهكة تماما ، لم أعد أحس برغبة في الحياة ، أخذت أنظر إلى بنايات مدينتي و أتذكر كل الذكريات السعيدة و الحزينة و اللحظات التي قضيتها هنا و هناك و كل تلك الوجوه التي قابلت
دخلت المحطة و كانت تعج بالمسافرين ، أحسست أن الكل يعرف أنني مثلية ، أصبحت أشك حتى في ظلي الذي يتبعني ، لم أستحمل ذلك الاحساس الرهيب و ذهبت مسرعة لأشتري تذكرتين ، نعم ، تذكرتين لي و لها . كنت واثقة من نفسي و في نفس الوقت خائفة من أن تكون ثقتي مجرد أوهام ستتلاشى عندما أكتشف الحقيقة المرة
وقفت أمام القطار كجثة هامدة ، لا أفكر في أي شيء ، كأنني مبرمجة مسبقا على أنني سأستقله دون أن أعرف ماذا بعد
نظرت إلى ساعتي ، لم يعد هناك متسع من الوقت و القطار يطلق صافرته التي تزرع الخوف في النفس التفت حولي مئة مرة و لم أجد لها أثر ، هل يعقل ؟؟ لا .. لا .. ستأتي
أحسست بيد تربت على كثفي، خفت كثيرا يا إلهي هل يعقل؟ الفت لكنني لم أجد سوى 
 حارس المحطة..رجل عجوز يبتسم لي : اصعدي القطار يا ابنتي سينطلق بعد لحظات نظرت إليه بعيني الجامدتين و لم أنطق بكلمة و صعدت القطار و تمسكت ببابه أترقب حضورها .. بدأ القطار يتحرك ببطئ ، شيئا فشيئا و أنا أنظر يمينا و يسارا .. أحسست أن قلبي سينتزع من مكانه من شدة اليأس و الكآبة التي أصبت بهما .. بدأ القطار يتحرك ببطئ ، شيئا فشيئا
...........
يتبع

January 12, 2011

لحياة أفضل


كثيرا ما تصل العلاقة بين شخصين، أو لنقل زوجين ( رجل و امرأة أو امرأتين مثليتين يعيشان في مكان واحد )، إلى شيء من الروتين أو الملل
وتمر علاقتهما بشيء من الفتور و الركود، ربما لانشغال كل من هما عن الآخر بأمور مختلفة أو بسبب حالة المد و الجزر التي تعرفها نفسية الإنسان خلال فترات من حياته أو بسبب مشاعره أيضا التي تكون تارة مشتعلة و تارة تميل إلى نوع من البرودة و الجمود، بالإشارة إلى أن هذه العوامل موجودة في العلاقات رغم وجود الحب المتبادل بين الطرفين، و حينها تكون العلاقة في أمس الحاجة لمن ينتشلها مما تمر به
هنا تظهر فعالية بعض الأفكار البسيطة التي يستطيع الشخص من خلالها قلب المعادلة و إنعاش جو العلاقة و يصبح الروتين حينها خارج مفكرة الشخصين المرتبطين
يسعدني أن أشارككم أعزائي بهذه المقترحات الفعالة و المجربة والتي لن تطول حتى تؤتي ثمارها

قارورة الحب


افرغي زجاجة أي مشروب ثم احضري ورقة واكتبي عليها شعر غزل أو حب أو حتى الصفات التي تعجبك في الطرف الآخر ورشي الورقة بالعطر ثم ضعيها في الزجاجة و احكمي الغطاء و ضعيها في البانيو المليء بالماء و الرغاوي ليفاجأ بها الطرف الآخر عندما يريد الاستحمام


الخطوات

قومي برسم أو حتى طباعة العديد من القبلات ثم قصيها و وزعيها من بداية باب البيت حتى تصلين إلى غرفة أخرى أو إلى أي مكان تريدين من الشخص الآخر أن يصل إليه و عند نهاية آخر قبلة تضعين ورقة مكتوب عليها أقبل الأرض التي تمشي عليها
الصندوق

اشتري صندوق صغير و أوراق محارم ملونه ثم داخل الصندوق ضعي أوراق زهور حمراء و بيضاء ثم ضعي بيجامة شريكك المفضلة و رشي عليها عطره المفضل وشكولاته و ضعي ورقة تقولين فيها انك ستكونين سعيدة لرؤيته مرتديها و حددي وقت و يوم لليوم الرومانسي


رسائل الحب القصيرة

اتركي عدد من رسائل الحب القصيرة في أماكن مختلفة فيجدها الطرف الآخر خلال اليوم في مخدة النوم أو في كوب القهوة المفضل أو في السيارة أو الحمام و في آخرها اطلبي منه أن يكون جاهز لليلة و لا بالخيال


رسائل الورود

اربطي 12 حبة من الورود مقلوبة من أعلى إلى أسفل في البانيو (الدش) مع رسالة صغيرة مربوطة فيها تقول أردت أن أغسلك بالزهور


و آخر اقتراح هو عبارة عن لعبة و الهدف منها ليس تكسير الروتين الذي قد يصيب العلاقة الجنسية بين شخصين فحسب بل هي أيضا وسيلة رائعة لتطلبي من الطرف الآخر ما تشتهينه بدون أن تتعرضي للإحراج

قومي بكتابة رغباتك على أوراق صغيرة و ضعيها بصندوق صغير و بالمثل للطرف الآخر، أي أن هذا الأخير يقوم هو الآخر بكتابة رغباته على أوراق صغيرة ( كل رغبة على حدا ) ثم يضعها في صندوق آخر، بعد ذلك تلعبان لعبة كيفما كانت، لنقل بالورق أو منوبولي أو شطرنج و الخاسر في اللعبة يختار عشوائيا ورقة من صندوق الشخص الرابح و يقوم بتنفيذ الرغبة المكتوبة على الورقة
ملاحظة : أشك أن تستمر اللعبة بعد الدور الأول هههههه
والله يهنيكم ويسعدكم

January 11, 2011

الملف الأزرق


قبل عدة سنوات... و في يوم من الأيام
كانت جالسة بقربي في الحديقة العامة ، فتاة في العشرينيات من عمرها ... كنت حينها أتحدث على الموبايل و عندما انهيت المكالمة التفت إلى شمالي و إذا بتلك الفتاة قد غادرت المكان و تركت ملفا ازرق اللون مكانها أو بالأحرى نسيته
تفحصت الملف فوجدت أنه يحتوي على أوراق كثيرة ، شهادة الميلاد و نسخة جواز السفر و أوراق تحمل خاتم السفارة البريطانية ... يا للكارثة !! لابد ان هذه الأوراق مهة جدا بالنسبة لتلك الفتاة و لكنني لا أعرف من تكون ؟؟
بحثت في تلك الأوراق علني أجد عنوانا يقودني إليها و لحسن الحظ وجدته ... و فعلا ذهبت مسرعة إلى مقر سكنها الذي لم يكن يبعد عن الحديقة العامة إلا بحوالي 3 كيلومتر، قرعت جرس الباب فخرجت الفتاة و قالت : أهلا هل من خدمة ؟ سألتها عما إذا كانت هي الفتاة التي كانت بالحديقة قبل ساعتين فردت بالإيجاب ، و بمجرد أن أعطيتها الملف حتى طارت من الفرح و قالت : أشكرك كثيرا لقد كنت أعتقد أن كل جهودي قد ضاعت سدا بعدما فقدت الملف ... أرجوك تفضلي لنشرب كأسا من الشاي . فقلت : لا .. لا داعي لذلك ، كان ذالك من واجبي ، ثم انصرفت 
لم أدري لماذا توقف دماغي عن التفكيرعندما فتحت الباب و رأيتها ... لم تكن فتاة عادية على الإطلاق ، أحسست بأن هناك شيء يميزها عن الآخرين رغم أنني لم أعرفها من قبل ، كان شعرها الأسود الحريري القصير منسدلا على وجهها و عينيها الرماديتين مرسومتين بخط أسود رفيع .. لا.. لم يكن السبب هو جمالها فقط، كان شيئا أكبر و أعمق من ذالك . كما أخبرني حدسي الذي لا يخطء إلا ناذرا أنها مميزة ، قررت في طريق العودة أن أشغل نفسي بالتفكير في شيء آخر و أطوي تلك الصفحة 
بعد أسبوع ... و بينما أنا في أحد المحال التجارية التقيتها بالصدفة ، أحسست بقلبي يخفق بشدة و أوصالي ترتجف، خالجني شعور بالفرح يشوبه ارتباك بشكل مفاجئ ، حاولت تمالك نفسي و رسمت على وجهي ابتسامة صغيرة ثم سلمت عليها و بسرعة أخذنا على بعضنا... قبل أن نفترق اتفقنا على أن نلتقي في معرض الكتاب الذي كان يقام في مدينتنا آنذاك 
لم أستطع أن أفكر في شيء غير ذالك اليوم الذي سنلتقي فيه ، و لم أدري لماذا انتابني إعجاب وانجذاب قويين اتجاهها، لابد انني فقدت صوابي !! مرت الساعات كالسنوات و أخيرا حان الوقت .. فكرت في البداية أن أذهب باكرا لكن قلت في نفسي علي أن لا أتسرع وأن لا أظهر أي تهور فحاولت أن أتصرف بطريقة عادية 
أحببت أن أناديها بإسم مي ؛ التقينا بالمعرض و تحدثنا كثيرا عن الفن و الأدب و السياسة و العلوم ، كانت هي أيضا تدرس بالكلية كانت تلك السنة سنة تخرجها ، ذهبنا إلى الكافيه فور مغادرتنا المعرض و تعرفت إليها أكثر طبعا بشكل غير كاف لأنني أحببت أن أعرف عنها المزيد . بعدها كثرت لقاءاتنا كنا نفعل كل شيء معا : ندرس معا و نخرج معا ، نتسكع في الأزقة معا، نتناقش في الأمور التافهة و الجادة ، رغم أن شخصية كل واحدة منا كانت مختلفة عن الأخرى و ذالك ما أضفى على علاقتنا طابعا مميز
كنت عندما أراها و أتحدث إليها أنسى العالم بأسره ، نعم أحببتها بصدق و إخلاص و كنت مستعدة للتضحية من أجلها بأي شيء ، ذالك ما جعلني أتجنب – بطريقة لائقة – أن تضمني إلي ذراعيها أو تقبلني لأنها ستفعل ذالك بنية صافية لكنني لم أسمح لنفسي أن أخون ثقتها بي خصوصا انها لا تعرف حقيقة مشاعري اتجاهها ... عندما تحب إنسانا بصدق لا لأجل غرض مؤقت فإنك لا تحتاج ان يراقبك أي شخص لكي لا تخونه أو تخون ثقته بك ، فإخلاصك له حينها يكون نابع من قناعات ذاتية ، رغم أنني كنت في أشد الحاجة لأضمها إلي و أحس بالأمان الذي لم أحسه من قبل
كلما فارقتها أحسست بوحشة قاتلة رغم وجود العديد من الناس حولي ... لم أبحث في يوم من الأيام عن امرأة تجعل سريري دافىء بل عن امرأة تمنع تسرب البرد لداخلي و شعوري بالوحدة ، كانت هي تلك المرأة .. أروع من أن توصف ، كانت ذكية جدا ، مثقفة و لبقة في تعاملها و كانت تفهمني قبل أن أتكلم ، كنت أضحك معها من كل قلبي و أبكي من كل قلبي و معها كنت "أنا" بمعنى الكلمة.
الشيء الوحيد الذي كان يؤرقني هو أنها لا تعرف أنني أحبها بجنون ، حاولت كم من مرة أن أصارحها بحقيقة مشاعري لكني لم أمتلك الشجاعة الكافية . لم أكن أخاف من شيء أكثر من أن أفقدها إذا اكتشفت الحقيقة ، كنت سعيدة بها و تعيسة في نفس الوقت ، تعلقت بها أكثر مما ينبغي رغم علمي بأن المجتمع لا يرحم و ربما تكون هي من ذالك المجتمع
بعد مرور عشرة أشهر على معرفتي بها ، وأنا جالسة في غرفتي أستمع للرائعة فيروز و أتحسر على نفسي قررت و بدون تراجع أن أصارحها بحبي لها و ليكن ما يكن ، خرجت بدون أن أفكر لأنني إذا فكرت سأتراجع و ذهبت فورا إلى منزلها 
لم أصدق مارأيت بيعيني !!! لماذا تحزم حقائبها ؟؟
 قالت : ها ! جئت في وقتك كنت سأتصل بك لأني أردت أن أودعك قبل أن أسافر
 قلت : تسافرين ! إلى أين ؟؟ 
فردت و الفرحة تغمر عينيها : إلى لندن ، لقد أحضر لي عمي مساء أمس كل الأوراق اللازمة و جواز السفر لأكمل دراستي هناك
الملف ! نعم الملف ، الذي أعطيتها إيَاه ... ياليتني لم أفعل ،، ما هذا ؟ لماذا أنا أنانية لهذه الدرجة ؟؟ إنني أحبها في جميع الأحوال ، لم أعرف هل أضحك أم أبكي ، طبعا عانقتها و أعربت لها عن فرحي لأجلها
قالت : هيا ساعديني في حزم حقائبي .. كان جسمي يتحرك بصفة متناقضة مع أحاسيسي في تلك اللحظة و لم أستوعب حجم الصدمة التي تلقيتها ... كنت أتمنى حينها أن أمتلك الجرأة الكافية لمصارحتها أو منعها من السفر او أي شيء   
أخرجنا الحقائب إلى السيارة التي كانت ستقلها إلى المطار، وقفت أمامي و قالت : سأشتاق لك كثيرا ، قلت لها أنني جئت كي أقول لها شيئا ما ... فابتسمت و نظرت إلى عيني مباشرة و قالت : طبعا 
ساد داخلي صمت مخيف... أزحت بصري عنها و نظرت قليلا إلى الأرض ثم قلت : لقد كنت أريد أن أقول .. أنني ... أنا ... أنا أ ... أتمنى لك رحلة موفقة ،،،،،،، ودعتني و هي تمسك بيدي لآخر مرة و ركبت السيارة ... وقفت بلا حراك و أنا أرى السيارة تبتعد شيئا فشيئا و بدأت الدموع تفضح عيني بدون إذن مني ، بكت عيناي و بكى قلبي من شدة الفراق

January 8, 2011

العودة مجددا

سأبدأ بنشر بعض من المقالات و الأشعار التي كتبتها في مدونتي القديمة "مذكرات امرأة مثلية مغربية" سنة 2007 هنا، لأن بعضها - في نظري - لا يستحق أن يلقى في مقبرة الانترنت
سأقوم بإعادة كتابة المقالات بأفكاري الجديدة، حتى تتوافق مع ما أؤمن به
أفتتح هذه التدوينة بقصيدة  تحت عنوان

أي نوع من النساء أنت؟



أي نوع من النساء أنتِ ؟
عندما أعتزل التحليق
و أحط على نافذتك كعصفور
عندما أراكِ على صفحات
لم تُكتب على مر العصور
تقيدني حروف اسمك
وراء السطور
و أحفر قبري تحت قدميك
بكل سرور

أي نوع من النساء أنتِ ؟
عندما تنتحب أشواقي
على شرفات قمرك
عندما أعشق من أجلك
إدمان سهرك
و يخامر صبري للقائكِ
سيوف ضجرك
ألمحك في دروبي
في خيالاتي
في عيون كل من رأى عبرك

أي نوع من النساء أنتِ ؟
عندما يخترق عطر زهوركِ
كل الحدود
فينهكني الصمود
وراء شبح جلمود
داخل قلاع الحذر
داخل حصونٍ جليدها انصهر

من أنت التي من أجلكِ ؟
اعتكفت في محراب عذاب
نامتْ أنانيتي
في قواميس السراب
شُدَّ طيفي إليك
و قلبي بنيران حبك قد ذاب

أي نوع من النساء أنتِ ؟
عندما أهاجر إليك
بدون جواز سفر
و شغفي لحكايا عشيقاتي
من أجلك اندثر
و سحري بسحرك قد انسحر
كبريائي قد خانني
و على ذراعيك انكسر

من أنت التي من أجلكِ ؟
كلماتي على الأوراق تحتضر
ضعفي أمام عينيك
على عنادي انتصر
بمحطات حنيني إليكِ
الزمان على عقارب ساعتي تبخر

أي نوع من النساء أنتِ ؟
عندما تعجز عن وصفك
قصائد قيس
و مناجاة عنتر
هل هي براءتك ؟
أم هي ابتسامة القدر ؟