ماذا يعني "رادار
المثليين" ؟
بدأ استخدام مصطلح "رادار
المثليين" GAYDAR او GAY-RADAR منذ سنة 1992، و هو يشير إلى القدرة على التعرف و التمييز بين
المثليين و المثليات و ثنائيي الجنس و المتحولين و المغايرين و ذلك عبر الملاحظة أو الحدس، فهذه الموهبة كفيلة بأن
تجعلك تعرف إذا كان الشخص مثلي أم لا بدون أن يقولها لك أحد و بدون أدلة بصرية
واضحة على الشخص المعني.
من يمتلك هذا القدرة أو
الموهبة؟
قدرة الملاحظة و الحدس موجودة لدى كل البشر بدرجات متفاوتة، لكن من خلال
كلمة "رادار المثليين" يتبين أن المثليون يمتلكون هذه القدرة البديهية
أكثر من غيرهم حيث تساعدهم على تمييز مثليين آخرين. لكن هذا لا يعني أن كل
المثليين قادرين على استخدام هذا الحدس بالشكل الصحيح، حيث أن درجات مهارة
استخدامه تختلف من مثلي إلى آخر، فذلك يعتمد على مدى إلمام المثلي بالمواضيع التي
تناقش الحياة المثلية و خصوصياتها، و يعتمد أيضا على دقة ملاحظته و عدد التجارب
التي خاضها و احتكاكه بعدد كبير من المثليين و المغايرين على حد سواء، و أخيرا و
ليس آخرا الذكاء الوجداني للمثلي و مدى استشعاره للآخرين.
هل يعتمد رادار المثليين على
أشياء ملموسة يمكن الاعتماد عليها لمعرفة ما إذا كان الشخص مثلي أو مغاير؟
رادار المثليين لا يعتمد فقط على القرائن غير اللفظية و الصور النمطية حول المجتمع المثلي LGBT Community و التي
تشمل مأشرات السلوك الإجتماعي و أنماط التصرفات، على سبيل المثال : المظهر الخارجي
و لغة الجسد، نبرة الصوت التي يستخدمها الشخص عند التحدث، الرفض العلني للأدوار
التقليدية المتعلقة بهوية الشخص الجندرية، نوعية عمل الشخص و أيضا ميولاته و
عاداته، بل يعتمد أيضا على الحدس البديهي الذي يتمتع به المثليون خاصة و الذي قد
يكون بسبب أن المثليين أكثر انتباها لتفاصيل الأشخاص من المغايرين (حسب نظرية إحدى
الدراسات).
الكشف عن الميول الجنسي من خلال المظهر الخارجي أو السلوكيات قد يصبح تحد
كبير في الحالات التي يكون فيها المثلي الذكر مثلا لا يتصرف طبقا للصورة النمطية
التي يعرفها البعض عن المثليين، و في حالة الرجل المتأنق (بغض النظر عن توجهه
الجنسي) الذي تظهر في أسلوب حياته العديد من العادات المرتبطة عادة بالنساء و
الرجال المثليين مثل التمتع بالتسوق و متابعة آخر صيحات الموضة و التردد على
صالونات التجميل و طريقة الجلوس المتكلفة و غيرها. و عليه فإن المثلي لا يعتمد فقط
على البراهين الملموسة بل يطور – مع الوقت و التجارب – أسلوب إدراك حسي خاص يساعده
في التعرف على مثليين آخرين.
هل هناك دراسات علمية بخصوص
رادار المثليين؟
أجل، تم إجراء العديد من الدراسات بهذا الخصوص، لكن معظمها يركز على لغة
جسد الشخص و سلوكياته و ملامحه للتعرف على ميوله بالإضافة إلى الصور النمطية التي
يحملها كل شخص في عقله عن المجتمع المثلي، و النتائج التي توصلوا إليها دلت على أن
لغة الجسد و التصرفات و الصورة النمطية لا تدل في جميع الحالات على الهوية الجنسية
الحقيقية للشخص بل بنسبة 60% فقط. و بالتالي فالطريق
لازالت طويلة بالنسبة للأبحاث لأن رادار المثليين يعتمد كثيرا على الحدس و هو شيء
غير مادي و غير ملموس و قد لا يكون له أسباب منطقية، فمثلا قد ترى شخصا في الشارع
و تقول في نفسك هذا شخص مثلي، و بعد مدة تكتشف أنه فعلا شخص مثلي لكن لو سألك أحد
ما كيف عرفت قد لا تجد أي سبب معين فجوابك عادة يكون بأنه مجرد إحساس و هذا
الاحساس أو الحدس نابع من دارار المثليين.
كيف أعرف أنني أملك رادار
المثليين؟
التجربة وحدها كفيلة بأن تبين لك إذا ما كنت تملك هذا النوع من الرادارات
أم لا و تبين لك أيضا إذا كان هذا الرادار يشتغل بشكل جيد أم يخطئ معظم الوقت.
كيف أجعل رادار المثليين لدي
يعمل بشكل جيد؟
أولا، يجب أن تكون لديك ثقافة عامة حول كل ما يخص المجتمع المثليين و نمط
حياتهم و اهتماماتهم، الرموز التي تمثلهم، الأغاني، الأفلام، الكتاب و كتبهم،
الإكسسوارات التي يفضلونها، قصات الشعر التي يميل لها المثليون أو المثليات...الخ
هذه الأشياء سوف تساعدك بشكل كبير على معرفة العديد من المثليين.
ثانيا، حاول قراءة لغة جسد الشخص الذي أمامك بالشكل الصحيح دون تخيل أشياء
لا توجد في الواقع بل أنت من تبحث عنها، مثلا من خلال نظراتكما إلى بعض، هل يتجاوب
معك هذا الشخص؟ هل نظراته تقول شيئا معين أم مجرد نظرات عادية؟ أيضا لاحظ الأشياء
التي تثير اهتمامه، مثلا نجد أن فتاة جالسة مع أصدقائها و لا يبدو عليها أنها
مثلية لكن كلما مرت من أمامها فتاة أخرى جميلة تتبعها بنظراتها بشكل قد لا يفهمه
الانسان المغاير و لكن حتما سيفهمه الانسان المثلي، و هنا يجب أن تفرق بين نظرات
الفضول و نظرات الغيرة و نظرات الإعجاب و نظرات الانبهار.. لهذا فالخبرة و دقة
الملاحظة مهمة جدا في جعلك قادرا على اكتشاف ميولات الناس.
و ثالثا، حدسك الذي يتم صقله – مع الوقت – بالتجارب، بحيث يصبح قادرا على
إخبارك إذا ما صادفت أي شخص مثلي.