تعجبني فكرة الزواج في حد ذاتها كفكرة.. لأنها علاقة اجتماعية تضمن لكلى الطرفين حقه ليس ماديا فحسب بل تجبر الضرر المعنوي و تجعل الشخص يفكر ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة.. إنها علاقة تشعرك بالانتماء و أنك مسئول من ذلك الشخص بالمثل كما هو مسئول منك..مسئول أمام الله و أمام نفسك و أمام المجتمع.. في الزواج تظل المودة و الرحمة بين الشريكين قائمة حتى و إن تعرض العشق لرياح الفتور في بعض الأحيان.. فمهما حصل تعلم جيدا أن هناك شخص لا تجمعك به علاقة حب و جنس فقط بل هناك احترام و تقدير و رعاية متبادلة.
مشكلة العلاقات المثلية تكمن في أنها علاقات سرية.. محكوم عليها أن تظل وراء الستار مادامت مجتمعاتنا و أهالينا و أصدقاءنا يتهربون من تقبلها و الاعتراف بها.. و محكوم علينا أن نحس بجميع أنواع التوتر و القلق التي تصيبنا بمجرد أن نحس بخطر فقدان من نحب أو أن هناك شخص آخر يتربص بعلاقتنا و يراهن على انهيارها.
فليس لدينا شخص نحتكم إليه و لا عدالة تنصفنا من أنفسنا و ممن هم معنا.. فالكل يتصرف على هواه
و دائـــــــما....شيء من الهذيان..
آه يا حبيبتي
كم أتمنى أن أعلن حبي لك أمامهم
أن أفضحه
أن أعريه
أن أصرخ كالمجانين
و أقول نعم أنت من أريد
أن أمسك بيدك أمام أمي
أمام أهلي و أصدقائي
أمام كل من يحبني و كل من يكرهني
و أقول إنها الوحيدة التي أرغب في تمضية حياتي برفقتها
أن يعرفك كل من في الحي
و أطفال الجيران
و تعرفك الطرقات
و إشارات المرور
كم أتمنى يا حبيبتي
أن أجثو على ركبتي أمام أمك
لتبارك ارتباطنا
أقبل يديها إجلالا
و أشكرها لأنها منحتني أرق ملاك
منحتني قلبا يؤمن بي
و يحتوي كل حالاتي
منحتني امرأة كالوطن
لا غربة بعدها أبدا
كم أتمنى يا حبيبتي
أن يقف العالم في وجهك حين تنوين الرحيل
أن تمنعك حقيبة ملابسك
و أرصفة الطرقات
و حشائش العشب
و رائحة عطري العالقة بثيابك
أن تمنعك رعشة يدي حين تمسكين بها
أن تمنعك لحظات فرحنا معا
و بكائنا معا
و اشتعالنا و احتراقنا
و انطفائنا معا
لأن ما بيننا يا أكبر من الكلمات
ليس مجرد علاقة حب عابرة
بل هي علاقة انتمــــــــاء