January 29, 2014

ماذا يعني أن تكوني امرأة مثلية؟



و أنت تتصفحين مجلتك المفضلة  وتلقين نظرات عابرة على المواضيع هنا و هناك و إذا بيدك تتوقف فجأة و أنت تطوين إحدى الصفحات و كأن عينيك لمحت شيئا شدها بشكل غريب فتعودين إلى الصفحة السابقة لتظل عيناك مشدودتين إلى ذلك الجمال المثير للعاطفة و تلك المنحنيات المذهلة. ليس فقط لأنك تقدرين جمالها أو لأنك تغارين منه أو تحسدينها عليه كما هو شائع بين بعض النساء المغايرات... بل بالأحرى هي تلك القوة السحرية الغامضة التي تغمر كل تفاصيلها و تجذبك إليها, فتثير فيك انفعالاً يستولي على النفس, ويخلق فيك حالة من النشوة والانشراح. تتأملينها بإعجاب للحظات ثم تمررين أناملك بهدوء و كأنك تلمسين لوحة فنية ناطقة، تريدين الإحساس بها أكثر و التوحد فيها.. ترتسم ابتسامة تلقائية على شفتيك ثم تغلقين المجلة.

بالصدفة تشاهدين إحدى الحلقات من أحد المسلسلات فتجدين نفسك معجبة و مؤخوذة بشخصية و كاريزما و جمال إحدى الممثلات ثم ما يلبث أن تصبح حلقات ذلك المسلسل على قائمة أعمالك اليومية فقط لكي لا تضيعي أي لقطة تظهر فيها تلك التي شغلت بالك من أول مرة شاهدتها فيها، التي تشعرك بالسعادة و الانشراح و أنت تشاهدين كل تحركاتها و تتمنين أن تكون لك حبيبة مثلها بنفس مواصفاتها تماما.

تتجولين في أحد المحلات التجارية مع بعض الرفاق، فتدخل امرأة شابة و جميلة تشبه حبيبتك السابقة لنفس المكان، تثير في نفسك كل ذلك الحنين وتلك الأشواق التي طالما حاولت تجاهلها... حينها يصبح الجميع خارج منطقة إدراكك باستثنائها هي فقط، تحاولين أن تظل تحت ناظريك بدون أن تثيري انتباه الاخرين، تبتسمين لها فتبادلك الابتسامة و تخرج و أنت مشدودة إليها و كأن طيفك لا يود مفارقتها، في تلك الأثناء تنتبهين أن رفاقك يتحدثون إليك و أنت في عالم آخر ثم تحاولين استدراك الموقف و الإيماء برأسك انك موافقة على ما يقولون رغم أنك لم تسمعي أي شيء، ثم تبتسمين من الموقف الذي حصل..

إنها بعض المشاهد من مواقف عديدة  تحصل معك كمثلية، فأن تكوني مثلية يعني أن تميلي بشكل طبيعي و تلقائي إلى امرأة أخرى تحمل مواصفات معينة و تنجذبين إليها عاطفيا و نفسيا و روحيا و حتى جنسيا. أن تكوني مثلية يعني أن تكوني ما يريده قلبك فقط، أن تسيري عكس التيار، أن تخيبي توقعات الجميع في كونك أنثى جميلة من المتوقع أن ترتبط برجل. فاهتماماتك مختلفة تماما عما يعتقده الأخرون عنك، والمرأة بالنسبة لك ليست كأي شخص عادي، بل هي لوحة جمالية فنية حية تحبس أنفاسك، بكل تفاصيلها، أنوثتها، ذكاءها، جمالها، ثقافتها، جنونها، جموحها، شخصيتها، طريقة كلامها و صوتها، نظراتها و ابتسامتها، ضحكتها و عبثيتها، رقتها، حنانها و قسوتها.
أن تكوني مثلية يعني أن تتحملي مسؤولية حياتك، أن تعي جيدا أن استقلاليتك هي مفتاح عيش أحلامك و أهدافك، أن تعرفي أن الطريق قد يكون صعبا – في مجتمعات تعتبر المرأة نصف انسان – لكن مع ذلك، فأنتي مصرة على المضي قدما و عيش حياتك بالطريقة التي تختارينها بنفسك.

أن تكوني مثلية يعني أن تحبي كونك امرأة، أن تكوني ممتنة و سعيدة بجسدك و أنوثتك، أن تكوني مثيلة لا يعني أن تتصرفي بشكل ذكوري حتى تثبتي للعالم أنك قادرة على الاعتماد على نفسك، أن تكوني مثلية يعني أنك في علاقة سلام مع الجميع لأنك واثقة من نفسك و تحترمين اختياراتك و توجهاتك.

أن تكوني مثلية لا يعني أن يكون شغلك الشاغل هو البحث عن علاقات عابرة ترضين بها غرورك، لا يعني أن تبحثي عن امرأة تجعل سريرك دافىء في ليلة شتائية باردة بل عن امرأة تمنع تسرب البرد داخلك و شعورك بالوحدة، امرأة تؤمن بك و بحق الجميع في الحب الاستقرار، امرأة لا يهمها أي شيء حين تمسك يدك و نظراتها تقول لك: نحن معا الآن و هذا كل ما يهم.