و فجأة رأيت ظلا خافتا من بعيد يقترب مسرعا ، نعم ! هي .. حبيبتي ، ابتسمت ابتسامة مشرقة ذهب معها كل الهم الذي سادني قبل لحظات ، صحت قائلة : هيا أسرعي .. هيا .. أمسكي يدي
سحبتها إلي ، و أمسكتها بقوة و كأنني أحميها من العالم و لم أشعر حتى وجدتني أقبل شفتيها متجاهلة كل الناس التي كانت تقف بالمحطة مندهشة من المشهد . لم أهتم ، لأنني ذاهبة و لن أرجع و لن أسمح لأي كان أن يحرمني منها
وصلنا للمدينة الجديدة بعد ما مرت الساعات – و نحن معا – كأنها ثواني ، عرفت حينها أنها سافرت بموافقة أهلها بعدما أقنعتهم أنها ستكمل دراستها بالمدينة التي نتوجه إليها ... وجدت صديقتي تنتظرني فعلا كما وعدت و عرفتها على حبيبتي ، و همست في أذني : أحسنتي الاختيار أيتها الشريرة ، و انفجرنا بالضحك جميعا
استضافتنا في منزلها بكل حفاوة ، و بينما نحن على طاولت الشاي سألت صديقتي : ماذا سنفعل الآن ؟ أنا لا أملك أي عمل ، كما أنني لم انهي دراستي بعد و أين سنسكن ؟
ردت صديقتي : هوني عليك ، ستحل بإذن الله ، انت متعلمة و ذكية و ستجدين عملا و تكملين دراستك أيضا ، اعتمدي علي
قلت : لا أعرف كيف سأشكرك عزيزتي
و فعلا حصلت على عمل ، بعد 48 ساعة من البحث ، كمحاسبة في مخزن كبير لقطع غيار السيارات و استأجرت شقة صغيرة ، شقة الأحلام التي سأسكنها أنا و حبيبتي . بعدها أرسلت لأهلي رسالة و قلت لهم أنني بخير و في أمان و رجوتهم ألا يبحثوا عني لأنني اخترت نفسي و اخترت طريقة العيش التي تريحني
عشت مع حبيبتي أحلى و أجمل علاقة و لا في الأحلام ، مرت الأيام كالساعات و نحن نقضيها في العمل والكفاح و الدراسة من أجل تحقيق أحلامنا و الحب و الغراميات و المشاجرات التافهة التي تكسر الروتين والتسكع تحت المطر و كل التفاصيل الجميلة التي تضفي على العلاقة طابعها الخاص . علاقة رائعة لا يمكن تخيلها بل تعاش بكل معانيها
قضينا ثلاث سنوات معا كلها سعادة و محبة إلى أن جاء ذلك اليوم المشؤوم الذي انقلب فيه كل شيء رأسا على عقب ، فتصرفات حبيبتي لم تعد طبيعية كما في السابق . أصبحت تتحاشاني و تتجنب الخوض في أي كلام معي و لم تعد هي الانسانة التي عرفتها من قبل و لا أدري لماذا
قررت أن أسألها قبل أن تقتلني شياطين الشك ، كانت تهرول مسرعة للخارج و ناديتها : أرجوك انتظري لحظة
قالت : ماذا تريدين
قلت : أريد أن أتحدث اليك ، أليس من حقي
قالت : أنا مستعجلة .. لنتحدث في وقت لاحق فلدي عمل الآن
قلت : فليذهب العمل إلى الجحيم ، ماذا دهاك ، لماذا تغيرت بهذا الشكل ؟ ماذا يجري أخبريني
قالت و هي تفتح باب الشقة لتخرج : لا شيء
أمسكت بيدها و أدرتها نحوي : هناك أشياء و أشياء ، ماذا ؟؟ منذ أتاك ذلك الاتصال المجهول و انت تتصرفين بغرابة
قالت و هي تتحاشى النظر إلي : قلت لك لا شيء
قلت : أنظري إلي و أخبريني بصدق أنه لا يوجد أي شيء و أنني أتوهم
أصيبت بانهيار عصبي و أخذت في البكاء ، أحطتها بدراعي لأهدئ من روعها ، و بدأت تنطق بكلمات لم أفهم معضمها : أمي ... هي الت .. لا أريد ... لا أستطيع أن أتحمل ذلك
قلت : حاولي أن تهدئي ، أرجوك .. أمك ماذا ؟ ماذا حصل لها
قالت : أمي هي من اتصلت بي في الهاتف و طلبت مني أن أعود للمنزل بأسرع ما يمكن
قلت : و لماذا ستعودين
قالت : تريدني أن .. أن أتزوج بابن خالتي أيمن
قلت : ماذا قلت ؟؟ تتزوجين بأيمن
قالت : قالت لي أمي أنني ان لم أتزوج به فإنها لن ترضى عني حتى تموت
وقفت و لم أصدق ما سمعته لتوي ، غير معقول ! لا ، لن يحصل هذا ، دنوت إليها و أمسكتها : قولي لي أنك لن تتزوجي به ، أرجوك .. قولي لي أنك سترفضينه ، لا يمكن لأي شخص أن يرغمك على الزواج ، كلميني لماذا انت صامتة
قالت : انت تعرفين أن رضى أمي أكثر شيء في الدنيا يعنيني
قلت : و ماذا عني ؟ هل ستتركينني بهذه السهولة !! من سيتزوج ، ها !! أنت أم امك ؟ الزواج ليس بالقوة .. ماذا عنا ! عن أحلامنا و حبنا ... قولي أي شيء
قالت : آسفة ، أنا أتعذب أكثر منك ، لكن الأمر خارج عن سيطرتي الآن
قلت : إذا انت تحبينه
قالت : لا و الله ، أقسم أنني أحبك أنت و لكن علي أن أطيع أمي
قلت و الدموع تنهمر من عيني : لا أصدق ما تقولينه ، أنا أحبك و لا أستطيع أن أعيش من دونك ، لا أستطيع أن أتخيلك مع انسان آخر غيري
قالت و هي تدفعني بعيدا عنها : أرجوك كفى ! انتهى الأمر . يجب أن أواجه مصيري
..........
يتبع
يتبع
همممم، هي معذورا عندما امرتها أمها ، ليست مثلي انا
ReplyDeleteالتي اخترت مصيري و كان اختيار الرفض بيدي، حتى
ان اهلي لم يصدقوا انني رضيت بهذا الشاب
لانه ...اعور.... احببت ان ارضي مجتمعي
و ان اعطي هذا الشاب الاكثر من رائع فرصه
نعم هو افضل من كل الرجال الذين سمعت بهم
ولكني،.... احبها هي
سأنتظر و امرئ لله الجزء الثالث
اشكركِ على كتابتك الجميله
تعلمت من كل ما مررت به يا صديقتي ان أفعل ما يمليه علي قلبي
Deleteفرضى الناس غاية لا تدرك
تحياتي لك
بوست جد مشوق لانه يحكي عن قصتك و علاقتك بحبيبتك
ReplyDeleteلكن نهايته فاجعة تصيب القلب
اتمنى لك من كل قلبي ان تتوفقي مع حبيبتك و تعتدل هي الاخرى عن قرارها الخاطىء
هذه قصة مستوحاه من حلم و انا اضفت اليها الكثير من التفاصيل
Delete:)
شكرا لك
موضوعك جميل ومشوق ..وبكل صراحه اقولها لك لا تستغربي تصرف حبيبتك ..نحن بمجتمع لا يعرف نهاية لمثل هذا الحب وليس عندي ادنى شك من أنها تحبك ولكن نحن في الاخير نخضع لقوى اكبر من إرادتنا قوى الاهل ..وصعب جدا أن تخسر رضا أمها أو أن تخسرك فهي في موقف لاتحسد عليه..لا تقسى عليها
ReplyDeleteبانتظار المزيد
معك حق عزيزتي، للأسف المثليات في العالم العربي، أغلبهن هكذا ليس لديهم استقلال عن سلطة الأهل
Deleteاليس هذا حقيقة ما يحصل دائما عزيزتي
ReplyDeleteغالبا، اجل
Deleteاتمنى ان يتغير الوضع للافضل
تحياتي
تبا للقيود تبا لتلك الخطوط الحمراء التي وضعوها تبا للحياة ان لم نكن احرار لا تضيعي حبا جميلا نقيا لاجل قيود فرضوها هم وكتبوها هم فلتنسوو هذه التفاهات الدنيا قصيرة فلتنقدا الموقف قبل فوات الاوان ولا تنسي لا شيء اعظم واقوى من الحب
ReplyDeleteكلماتك قوية، فعلا لا شيء اجمل من الحرية و الاستقلالية في اتخاد القرارات
Deleteشكرا على مرورك
حلوه اوي الحكايه
ReplyDeleteبس هي حكايه ولا حقيقه
عمتا يا رب تبقي مش حقيقيه
عشان اللي زينا متبهدلين خلقه
rouz_ray
حكاية و عشت كل تلك الاحاسيس عبر حلم و كأنها حقيقة
Deleteتحياتي لك روز
Frozen Smile
ReplyDeleteكما قلتي انتي اخترتي و بما اننا نختار فعلينا تحمل مسؤولية اختياراتنا
دمتي بخير و شكرا على مرورك
perfect-couple
مرحبا بك
في الجزء الاخير ستعرفين هل هي قصة حقيقية او من وحي خيالي
zozo
أحيانا يكون التنازل سبب خسارة الحبيبة و ليس العكس.. كثير من الناس يرون تنازلاتك ضعف و بالتالي تصبحين انت الخاسرة الوحيدة
أنا اؤمن بشيء واحد أن التي تحبي فعلا لا تتركني إلا لظروف صعبة جدا جدا أما من أجل الزواج فلا أقبل هذا الظرف
colona bachar
هذه الحقيقة صنعتها الغبيات من النساء.. يا عزيزتي
Anonymous
معك حق
لقد ولدنا أحرار فليس لأحد أن يستعبد و يستبيح حريتنا
شكرا على مرورك
rouz ray
شكرا على دعوتك الجميلة
ستكتشفين كل شيء في الجزء الاخير
تحياتي لك